على جرح قرميد قريتنا

يعزف الغيث سمفونيّته الرقيقة

الجو بارد والمطر يهطل

الرعد يدوي هنا وهناك

وأنا جالسة في غرفتي 

أمام مدفأتي

أنت معي وخيالك معي

وطيف أحزاننا معي

هل تذكرني كما أذكرك

وهل تفكّر بي كما أفكّر بك؟!

حين كانت يداي بين يديك

وعيناي في عينيك

ومات الكلام الجميل 

على شفتيّ وشفتيك

أتراك تفكّر بي 

حين تأوي إلى فراشك 

كما أفكّر بك؟؟!

وأنا تلك الفتاة 

التي تراك في كلّ شيء

في فهرس عناوين الكتب 

التي أقرأها أراك

في كلمات الناس معي 

أسمع صداك

في سكنات الليل أشعر بوجودك 

دون سواك

في رقصات الزهر 

على أنغام الطير 

أتنفّس هواك

في مرآتي الصغيرة 

لا أرى نفسي بل أراك

ومن جيب حقيبة يدي 

أُخرج قارورة عطرك 

التي أهديتنيها ذات صباح 

وأتحسس بها يداك

أنتظرك دوماً

على ضفاف النهر العتيق

من الأماني الورديّة

وعلى الجانب الآخر من الشارع 

المشغول بالأماني اللامتناهية

فهل تُراك أنت تنتظرني

 كما أنتظرك؟

هنا بالقرب من أكواخ السعادة 

التي يئنّ قرميدها 

من جراحات الزمن

على مهل بلا ملل

بلا خجل...


تم عمل هذا الموقع بواسطة