دمع لتشرين جديد

وخريف آخر يدنو منّا

دمع بنحيب مرّ

يمتدّ من أواخر الليل

إلى منتصف النهار

دمع لسراب من الأوهام

غداً في لحظة حقيقة وجع

وبؤرة آلام لحياتنا

لعمرنا الشقيّ، لوطننا الشجيّ

بحر من الدموع غير مستعار

ليست دموع تماسيح هذه

إنما هي حرف متمرّد 

على قوانين الورق

كم من بسمة سُرقت من شفتيك

كم من دمعة نزلت من جفنيك

كم من قيد الآن في يديك؟؟!!!

أيا وطني ...بالله عليك كفى

فقد هرمنا وعليك طويلاً بكينا

ومن أجلك احترنا وكم نزفنا

أضع في كيس 

أحلامي وكل آمالي وبقايا منّي

وأقف شامخة رغم الوجع...

قلبي الدامي يصفّق بكبرياء

لخريف وطني الآتي!

ستتسع صحراء آمالي 

عمّا قريب

وسيكون هنالك جديد

نعم!

من قال أنّه لا تجديد؟!!

ها هي ذي مقبرة جديدة

دشّنتها ضحايا من كوفيد!

لا شيء يكسرني 

صلبة أنا كالحديد!!

ولكنّ وطني أمام عينيّ ينكسر

كجرّة من فخّار

كغصن شجرة 

عصف به إعصار

انتصر أيها الصباح

وكسّر القيد وأوقف النباح

وامسح الدمع ولِينته النواح

ووحّد الرايات وانبذ الخلاف

كلّ الأمم حزينة

احترنا على أيّ وطن نبكي

كلّ ما كان عندي 

من شبق الحياة

فجأة شنقته الحياة!!!

أحلامي عطشى 

وليس أمامها سوى بحار مالحة

آمالي ثكلى كأمّ تنتظر 

فقيدها حالمة

انكسرنا وفي دمائنا غرقنا

وحرف متمرّد يهرب منّا

من ورقة إلى أخرى 

ولا يطاوعنا

واندثرنا في صراع الأنا 

مع الأنا

أنفسنا قد قتلنا

لماذا أيها الإنسان

كلما كبرت زاد الظلم

كلما نمَوْت كبر معك الألم؟؟!

نزف النزيف 

وأنا أضمّد جرحاً

ومات الجميع 

وأنا أُسعف الفرح

عندما تنطفئ الأضواء 

في القاعة

ويعمّ الهدوء 

ويطبق عليها الصمت

ستعلو التصفيقات 

إلى عنان السماء

ليموت كلّ البؤساء

وستظهر على المسرح 

ظلال كثيرة

ويسقط المكياج عن وجوه كثيرة

لهذا أنا أستقيل

وأتخلّى عن عرش الكلمات

لأنني ما عدت أطيق 

رؤية وطن ذليل وقلبي عليل...


تم عمل هذا الموقع بواسطة