طِرْ بي فوق الرياح لأمتطي سبل الرجوع إلى الحكايا الغابرة، فبوح القصيد يخيط درباً زاهراً ويرقّع الروح التي تبيت ساهرة ودعني أذيع في كلّ المآذن أنني إن كنت بدراً فإنّك نجمة نادرة.
حوريّة أنا بلا حريّة تلفت نظري الأعشاب التي يرتديها الدرب وتبليها الأقدام، فأضع حينئذ نصب عينيّ ما لا أستطيع أن أراه، ويداي تلتقطان ثمار الأشجار المتساقطة على الأرض؛ تلك الفاكهة اليتيمة مثلي.
وأكثر ما يشدّني أنّ في قلب كلّ شقيقة نعمان حزناً أسوداً داكناً، فأتذكّر ما يقال:
إنّه علينا أن نبكي فقط على حياتنا القصيرة ولكنني بدوري كالجميع أغفل عن هذا وينزف قلبي لأمور لا تستحقّ، حتى تستلقي دهشتي على الأرض خائرة القوى، تناشد قدميّ الصغيرتين أن تعرفا الطريق، وتناجي روحي أن تقطن حيث يجب أن تكون لا حيث كانت ولو لبرهة خاطفة.
أقول في نفسي: لا بأس هي مجرّد ليلة سيّئة وستمرّ كالعادة، وتبقى ساعات ما قبل النوم هي الأتعس في اليوم ولكن ابتسمي يا أنا فغداً أسوء.
كنت أظنّ أنني أبحث عن نفسي فيك فإذا بي كنت أبحث عن وجع يشطر قلبي إلى نصفين، قلبي مستودع قديم وذكرياتك بضائع انتهت صلاحيتها، لكنني أحتفظ بها بين رفوف ذاكرتي لأنّ المقابل كان باهض الأثمان جداً، فربّما لن أكون الضحيّة دائماً وربّما لن أكون المضحّي أيضاً دائماً.
أعتقد أنّ الأوان قد حان لأتمرّد ولو مرّة واحدة لأستعيد كلّ الأشياء التي سلبت مني عندما كنت مثاليّة للغاية ففقدت حريّتي وصرت حوريّة بلا حريّة!!.