ليس كلّ خذلان يُحكى يا عزيزي، فبعضه يتعثّر في الحنجرة ويظلّ غصّة عالقة في الحلق، وعندما يقابلك أحّدهم أو يبوح لك بثنايا روحه المثخنة بالجراحات ويحكي لك عن خيبته في الناس فهذا يعني أنّه يرسل إليك رسالة مشفّرة فحواها:
"لاتكن مثلهم، لأنّ الحبّ هو تلك الطمأنينة التي توحي لك بأنّ من يسكن قلبك وتسكن أنت قلبه سيكون لك وطناً وحصناً منيعاً من ظلم البشر، لتأوي إليه وأنت على ثقة أنّه لم ولن يخذلك.
إياك والخذلان إذن؛ فخذلانك لمن يحبّك صفعة قاسية له تدمي القلب وتجعل الفؤاد يذوي، وستنخر ذكرياتك لديه الروح وتعيد فتح الجروح مع شخص كان يسكن الروح، كان له الحبّ الحقيقيّ وقت كان ينوح، لكنّه فجأة أسقط السماء من فوقه، وسحب الأرض من تحته، وبعدما كان له كلّ شيء أصبح للأسف لا شيء!!
الخذلان جرعة زائدة من الأحزان التي تستوطن المهجة فتدميها، فرفقاً بقلب رسمت له جنّة يا عزيزي ثمّ حشرته في جهنّم".