كطفلة صغيرة 

جلست هناك عند الغروب

قرب فوّهة بركان الانتظار 

ومرّت من أمام ناظريّ 

قوافل عديدة

وأسراب من القطا كثيرة

وزرافات من الفراشات الجميلة...

وأنا وحدي هناك 

كطفلة يتيمة

أتلمّس ملامح وجهك 

في صفحة النهر التي أمامي

وأسمع صدى صوتك الصدّاح 

كلّما مرّ فوق رأسي 

بلبل مدّاح

لمحت ظلّك الكئيب 

هناك جالساً وحده...

مثلي أنا وحيدة

كطفلة صغيرة يتيمة 

أحاطت بها غياهب الأحزان

وسحب من الدموع والأشجان

تسألك بالله لا تحزن!!

ففي حزنك موت لها

مازالت الحياة رغم كلّ الوجع 

تشدو بأعذب الأنغام...

مازالت الأزاهير ترقص 

على غناء العنادل 

وهديل الحمام

مازالت العصافير 

تبهج الحدائق 

وتؤنس الأنام...

رغم كلّ الوجع

هذه الطفلة التي تسكنني 

مازالت تقاوم بقوّة وهن الأيّام

لا تدع موج الأسى

 يطغى عليها

ووحش الأسى يطبق عليها...

لا تسمح لحياتها أن تخمد

ولآمالها أن تنطفئ 

ولأحلامها أن تتلاشى...

ولا لبناء طموحاتها أن يتهدّم

ولا لقلبها أن يخرّ صعقاً...

هذه الطفلة أنا 

ما زلت أستحقّ أن أعيش

ما زلت أرغب أن أكون

كطفلة صغيرة لا تشيب

وشمس آمالها لا تغيب...


تم عمل هذا الموقع بواسطة