عذراً

لأحلام الطفولة والشباب

عذراً

لدمية ظلّت حبيسة متجر الألعاب

ففي بلادي

يمنحون لهم بالمجّان العذاب

أما السعادة 

فلها باهض الأثمان

تمنّيت أن أنظر إلى بلادي

من نافذة الزمان

وأودع ما فيها من أحزان

وبقايا وجع وأشجان

كان موعداً بلا ترتيب

تماماً كحبّ بلا حبيب

عذراً 

لأحلام الطفولة والشباب

كانت ألعابهم تختصر 

كلّ أوجاعهم

وكانت الدمى تختزل 

كلّ آلامهم

ليس لأطفالنا شيء جميل

سوى شبح امرأة عجوز 

توزّع عليهم عرائس السكّر

وشيخ وقور 

يوزّع عليهم ابتساماته

يهمس لهم:

صغاري لا تكبروا

فما تعبكم وأنتم أطفال 

إلا شيئاً قليلاً

من تعبكم إذا كبرتم

ليس على هذه الأرض 

ما يستحقّ الحياة

سيكون الحديث بلا فائدة

كحياة منفيّ بلا عائلة

كيف يأخذ وجه وطنه 

في حديقته؟!!

كيف يحمل رائحة وطنه 

في محفظته؟

كيف يُدخل نور أرضه 

في ثنايا روحه؟

إنّه محض حلم

لا حياة الطفل في بلدي...


تم عمل هذا الموقع بواسطة