على حافّة الهاوية
شركاء نحن
نقتسم الخراب معاً
وعلى رؤوسنا
نعيق الغراب يصدعنا معاً
أزهارنا ذابلة صفراء
وشفاهنا باهتة بكماء
وسريرنا مهترئ الغطاء
نمت أنا على الإسفلت
وافترشت أنت العراء
وتغطّينا معاً
أحلامنا العرجاء
بعدما توسّدنا آمالنا الصمّاء
لقد تقيّأت من سأم المدينة
وتجشّأت من حياتي الحزينة
أغلب المتسوّلين في بلدي
نساء في مدن بلا أضواء
ويْحي أنا
لقد عصفت بنا الأهواء
هذي حياتنا ها هنا
لا أحد سيفهم ما أقول
إلا الذين رأوا سحباً
من كسر أنف أبي الهول
من يريد لنا الغرق في الوحل
من رحل عنّا وبعد لم يرحل
أنا أبكي الآن
ومن دمعي سوف أثمل
وأدري أن دمع العين خذلان
وأدري أنّ نزف القلب أشجان
شوكة في قلبي مازالت تنمو
من دمائي أسقيها فتنمو
أنا لم أبع يوماً حصاني
ولا كسرت سيفي
ولا بعت في المزاد غمده
فما هذي الرذيلة؟؟!
خبأتك يا جزائر
في عينيّ الحزينتين
وحملتك في قلبي
عاماً بعد عام
وها أنت تفرّين منّي
في وقت مبكّر
وها أنذا أفرّ منك
لأفرّ من سواد القدر
من تعب العمر
من لعب البشر
أفرّ يا جزائر
وعمري يصغر ثم يصغر
وهذا القلب ينفطر
وهذي العين أجفانها تنكسر
هل يوماً ما ستثمرين؟
وهل نحن سنثمر؟
هل ستضعين في يد الجائع
خبزاً ليكبر
وفي فم الأطفال حلوى
وقطعة سكّر؟؟...