خذوا صواع قلبي على مهل

وضعوه في رحل

لمن يريد لقياه على عجل

يعانقنا في اللقاء أمل

ويسامرنا في الهوى ليل

أخرجوا قلبي من غيابات جبّ

بإحدى القوافل

وادفعوا به عزيزاً 

في قلب ذاك الرجل

أخبروه أنني أنتظر 

بصيص أمل

كما انتظر يعقوب 

ابنه يوسف على وجل

سنوات عجاف 

مرّت عليّ بلا كلل

أورثت بفؤادي الوهن 

وبروحي أسوء العلل

ومضيت مكسّرة الكلمات 

والأجفان غارقة في بلل

فالحزن مهنتي والألم منه أنهل

الحزن مهنتي 

والوجع منه لا أملّ

فخذوا صواع قلبي على مهل

وضعوه في رحل

لمن أريد لقياه على عجل

يغازلنا الكرى والنجم أفل

يعاتبنا الورى والقمر ما هلّ

وأنا جالسة على مقعد الانتظار 

والذي منّي قد كلّ وتعب وملّ

أنتظر مرور قافلة أمل

لكن مرّت قافلة وجع 

فركبت بلا جهل

ركبت وأنا عامدة متعمّدة 

في وحشة الليل

وسمعت في القافلة صهيل خيل

بيد أنّه كان حصاناً من طين

لفارس غير نبيل 

يرجو هنا المستحيل

لأنه لم يبقَ في بلدي 

سوى أشباح فرسان 

وأشباه خيل وجذوع خاوية 

من النخيل

ليس هنا سوى قبر للموت 

عميق عميق

طويل...طويل...


تم عمل هذا الموقع بواسطة