سرت على تلك الطريق وهضمتني الذكريات قبل أن أسترجعها، ولم تكن أكثر من ساعة لمخاض عسير من الذكريات.
سرت وأحلامي هناك وقناديل من الأمل تضيء في الدرب المهجور بعد "كورونا".
للعين دموع وللألم شموع، حزن وفرح يذوي في الضلوع، وربى البلاد تشهد على حبّ لم يجتمع منذ زمن في قلبين لم يفترقا رغم البعد، رغم الوهن على روحين تعانقتا في هذا الوطن رغم البعد والفراق والظروف، وأشياء أخرى.
قال: اشتقت.
فقالت: وأنا أكثر.
قال: أحنّ لهذا العطر.
فردّت: وأحنّ لصوتك الذي هو كنغمة على وتر.
وتسارعت نبضات القلب في هذا الصدر، والْتهم كلاهما ملامح الآخر الْتهاماً.
لا وقت هناك، لا مجال للتأخير أكثر، ورقص البندول على عجل، وودّعته هي على مهل، ليقف العالم كلّه ويتعطّل.
الأهمّ أنّهما معاً لوقت أطول، كلاهما يأبى الفراق، كلاهما أنهكته الأشواق، وزهرة من آمال فؤادها تنمو على ربى الحبّ الحزين موهنة، ولسان حالها يقول: أحبّك أكثر.
كلامك سكّر
وقلبك أكبر
وأنت كلّك مسك وعنبر.
فدعني في حضنك أأمن من كلّ البشر.
هنا أنمو...أنمو وأكبر.
لأنني بحبّك طفلة وأصغر.