يخيفني الليل والذكرى تعذّبني
وترعبني رياح الخريف
التي تنوح خلف نافذة غرفتي
وتلك النجمات التي تترنّح في غنج
مغازلة صفحة المياه أمام بيتي
يأتني الصداع على عجل فأقول له:
مرحباً بك
لقد تأخّرت كثيراً أيها الوغد
تفضّل الرأس رأسك
وبعد لحظات تصل الحمّى فأقول:
خذي ما تشائين فالجسد جسدك
وليس لي فيه سوى روح مثخنة
بالجراحات
تقاوم نتوءات الزمن رغماً عنها
وترقص على أشلاء أحلامي
التي صودرت منذ زمن بعيد
لأنني لم أتّقِ شرّ
من أحسنت إليه
فقأ عيني وطعن قلبي
وأضاع حياتي وضيّع دربي
وأعمى ثقتي وأدمى روحي
واجتثّ أوردتي
ونحرني من الشريان
إلى الشريان
وجعل جرحي غائراً جداً لا ينسى
كندبة في قلب ثكلى
ودمعة في عين أرملة حبلى
يهزّهما الحنين في ليل بهيم
وإن ابتسم الوجه
ففي القلب ألف نغمة حزينة...