يرعبهم وجودي في قمّة لا يصلون إليها، في درجة تبعد عنهم فراسخَ، ويخيفهم تفوّقي في كلّ شهقة وبين ثنايا كلّ زفرة لهم، ويخيفهم انتصاري ويغيظهم جدّاً أنني أتقدّم للأمام، فهم لا يحبّون أن أكون بخير أبداً، ولا يحبّون لجميع الناس الخير.

يعتقدون أنني أتعب وأستسلم حين يستفزونني، وفي كلّ انكسار لي يتقنون الرقص على جثث أحلامي وأشلاء روحي وبقايا سعادتي وركام مهجتي، ولكنّهم لا يعلمون أنني كطائر الفنيق أستيقظ من رمادي، أعيش بعد موتي وأحيا من وفاتي، ولا يهمني كلامهم القاسي لأنّ النجوم تحت مداسي وأعانق الشمس بأبهة ولا أهاب. كلّما انكسر بداخلي شيء جميل ولدت أشياء أجمل وكلّما تمخّضت حياتي مخاضاً عسيراً استقبلت ميلادَ حلم جديد لا يمنعني عنه سوى الموت؛ الموت الذي له تلك الكفّ التي لا تردّها عنّا كف، الموت الذي يرفرف فوق رؤوسنا بأجنحته اللا مرئيّة بين فينة وفينة، وحده من يمكنه أن يقف حاجزاً بيني وبين أهدافي.


تم عمل هذا الموقع بواسطة