عالم آخر لي في عينيك، آوي إليه لحظات تعبي وإرهاقي، أراقص على جمال عينيك أملاً جديداً، وأعيش في جنتهما عمراً مديداً، ونظراتك تلك كبلد عتيق تفوح منه عطور الياسمين، وعبق الرياحين، وأمام عينيك يستشهد كلّ العاشقين، فتكون بذلك أوّل بلد لم يصله أحّد، ولم يستعمره أحّد، ولن يسكنه أحّد.

في عينيك حياة جديدة لي وسعادة تملؤني، فلا تُطل الغياب، ودعنا نلتقي على هامش حلم أو على ضفاف قصيدة منسيّة في أحّد رفوف الحبّ، ولنتواعد في جزيرة الغرام لنسكن كوخاً من الأحرف الأبجديّة الرقيقة؛ لنتوسّد نقاطاً ونتغطّى بكلمات أغنية هادئة رومانسيّة.

هاربة أنا من زمن حزين مرصّع بذهب الذكريات الجميلة إلى زمن أعرج، هاربة أنا معك وإليك من زمن القبيلة المتوحّشة ووأد البنات لنبحث معاً عن ذات زمن جميل كنّا فيه وأُخرجنا منه عنوة.

بقينا بعيداً عنه، قصيدة بلا عنوان، ونجمة بلا سماء، ودمعة بلا أجفان، وزهرة بلا هواء.

هاربة أنا إليك على حصان، بيد أنّه بلا جناحين، كما أنّه مكسور الساق يداري وجعه كما نداري.


تم عمل هذا الموقع بواسطة