ويورق الياسمين

في وطن ليس به ياسمين

في لحظة عجلى 

بالآمال حبلى

هبّ نسيم الصباح 

مع صوت طير صدّاح

مودّعاً الكرى، معانقاً الأفراح

أهو ياسمين بلا موسم؟

كلا!!!

ليس هذا ما حصل

عيناك لا تعرفان الخوف

ولا تلتزمان بقواعد المرور

ولا تهتمّان بقانون الدولة

أنت وحدك دولة

أنت ياسمين 

في غير موسمه

في غير موضعه 

في غير موطنه

لا يمكن اختطاف رجولتك

ولا اعتقال شهامتك

لا...ولا احتلال قوتك

والمشكلة أنني امرأة لا تستقرّ

لا تبقي ولا تذر

لا تلهث وراء الزهر

لا تخاف كلام البشر

لا يرهقها حزن القدر

ولا تغريها قارورة عطر

مشكلتي أنني امرأة

ليس لها ميناء ترسو عليه

بلا هزيمة بلا شتيمة

فأنا امرأة كلاسيكيّة قديمة

قد يورق الياسمين 

في غير موعده

وقد تلتقيني أنت بلا ميعاد!!!

وتورق الكروم 

وتبدأ الأطيار الإنشاد!

وقد يزول كلّ هذا السواد

ويرقص الفلّ والريحان 

وزهر الكبّاد

ويصير هذا الحزن 

كومة من رماد

ويختطف الحبّ هذا الفؤاد

ويمسح الياسمين جرحاً نازفاً

يفضي للسماح من القلب

وينتهي بيننا العتب 

الذي بدأ بلا سبب

ولا يفرّقنا من الناس 

من كذب

وينتهي الحزن والتعب

عن عمر لن يعود بعدما ذهب

وعن قلب عاش 

كالمغترب

في غربة الأرواح 

فانتحب

في غربة الأوجاع فاضطرب

لا تحزن

فلله ما أخذ، ولله ما وهب...


تم عمل هذا الموقع بواسطة