يا ليل أدفئني بعناق الذكريات
أنا وأنتم كلّنا نفتقد
النسخة القديمة منّا
رغم أننا كنّا فيها أضعف
أغبى، أطهر وأسذج
نفتقدها لأننا كنّا أكثر سعادة فيها
وأكثر بهجة، وأكثر براءة أيضاً
لذا نحتضن كلّ ليلة ذكرياتنا
وننام تحت لحاف الأحلام
وكلّنا نناجي
يا ليل
أدفئني بعناق الذكريات الجميلة
التي ضاعت على رصيف الحياة
وبعد كلّ ليلة نستيقظ على ثقة
أننا سنجد الطريق
بعد كلّ هذا الضباب
وبعد ذلك التيه والضياع
سنصل إلى الحقيقة
لامحالة...
بعد طول شوق وأنين
حيرة وحنين
ففي الحنين ليس هناك فرق
بين يوم وآخر
وبين ساعة وعام
فحجم الاشتياق يفوق فكرة الزمن
ولا يأتي جرعات ولا دفقات
وإنّما يأتي طلقات متتالية
كطلقات الرصاص
تلك المسرعة
نحو سويداء القلب...